swiss replica watches
القدس قضية ورئاسة لجنتها حكيمة وعالمة – سياسي

القدس قضية ورئاسة لجنتها حكيمة وعالمة

عبد السلام المساوي
تبرز من حين لآخر بثور بشرية للتطاول على المغرب ، غير أن مآلها ملازم لها في تفاهتها .
لا يوجد من يزايد على الدور المغربي في نصرة قضايا فلسطين والقدس ، بدءا من شرف رئاسة بيت مال القدس والذي يعد المغرب من الأعضاء القلائل الذين ما زالوا مستمرين في دعم صندوقه على عكس دول أخرى نفضت يديها ، وما التقارير السنوية التي تنشر بالأرقام والمنجزات الميدانية لخير دليل على سخاء المغرب في هذا المجال ، إضافة إلى شهادات المستفيدين من هذا الصندوق سواء في الضفة الغربية أو غزة : بنيات تحتية تنطق دلالة وتخرس إعلام الكابرانات، التي لا تترك فرصة دون المس بكرامة المغرب بين دول العالم ، ولعل ذلك من غيظها وهي ترى بلدها الجزائر وقد انحسر دورها في العلاقات الدولية .
المغرب وقيادته لا يبيعون الوهم في سوق الترافع البئيس المشدود إلى لغة البيع والشراء في المواقف ،وسرعة تغيير الألوان والأشكال على الشاشات المخدومة….
المغرب صاحب قضية وفلسطين في قلبها للبحث عن حلول لإخراجها من النفق الضيق والمظلم، ذلك الذي جعل المزايدين يغتنون في فضاء المتاجرة بآلام شعب وبدموع الأبرياء وكرامة الشرفاء….
القدس قضية ورئاسة لجنتها حكيمة وعالمة…
نعم ، فلسطين فينا شيء ثابت .
أهلنا الفلسطينيون يعرفون جيدا من يقف الى جانبهم ، ومن يتاجر بهم .
وأهلنا في فلسطين قوم لماحون ، أذكياء ، نوابغ من أرض الشام الخصيب ، يعرفون مصلحتهم جيدا ويعرفون من يريد مصلحتهم ، ويعرفون أيضا من يريد فقط بالمزايدة عليهم أن يلتف على مطالب شعبه أولا ، أن يواصل حربه ضد جاره الغربي ثانيا ، وأن يواصل البقاء جاثما على العباد والبلاد هناك في أراضي جارتنا الشرقية ، تلك التي نواصل الدعاء لها ليل نهار لكي تتخلص من جحيم الكابرانات وتشرع ذات يوم في المسير .
فلسطين ليست موضوع مزايدة أيها القابعون على قلوب الجزائريين ، لكن منذ متى كنتم تفهمون البديهيات ؟؟؟
نعم ، فلسطين وعدالة قضيتها أمر لا يقبل أي نقاش .
المغرب لا عقدة له في هذا المجال ، وما قدمه لفلسطين على امتداد عقود وعقود يكفيه شر التبرير أو شر الدخول بنية حسنة في الحديث مع أصحاب النيات السيئة .
نساند حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ، إلى جانب جاره الإسرائيلي وفق حل الدولتين الذي يومن به العالم المتحضر ، ندين العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين من هاته الناحية ، وندين عمليات الاقتحام والتنكيل التي تستهدف المدنيين من الناحية الثانية .
نتمنى ان يعود العقل للحمقى لكي يسود السلام أرض السلام ، والبلاد التي اختارتها العناية الإلاهية لكي تحتضن كل الديانات السماوية ، وذلك هو قدرها يوم تصبح الكلمة الأخيرة للعقلاء وليس للحمقى الموتورين والمتاجرين بفلسطين.
هذه هي الخلاصة بكل بساطة وبكل اختصار .
ما عداها نشيد مزايدات جد مزعج في اللحن ، ساعدنا على النوم كل هاته السنوات ، وأضاع بالمناسبة هاته الفلسطين التي ندعي جميعا أنها عزيزة على القلوب .
حينما كان يوقع المغرب على اتفاق عودة العلاقات ، كان يعلم أن السير في علاقة دبلوماسية مع اسرائيل يشبه السير على خط رفيع أو التحرك وسط صحراء مليئة بالألغام ، حيث يصبح السير بدون سقوط أو حدوث إنفجار في طريق العلاقة معجزة في حد نفسها ، لكنه مطلب في الآن معا .

ومع ذلك أصر المغرب على المضي قدما في سعيه ليس فقط لإنهاء صراع طويل لقضية وحدتنا الوطنية ، بل للبقاء في قلب القضية الفلسطينية ، بما يملكه المغرب من أواصر دينية وتاريخية ولغوية وعرقية مع جزء كبير من شعب الدولة العبرية .
ومن المؤسف أن البعض قد حاول استغلال عودة العلاقات المغربية باسرائيل ، الترويج لشائعات تحاول النيل من هذا الموقف المغربي الصلب الداعم للقضية الفلسطينية ، والايحاء بأن المغرب ومن خلال هذا الاتفاق قايض فلسطين بوحدته الوطنية ، وهذا تدليس واضح يصدر عن جهات داخلية وخارجية لها أجندات سياسية لا تعبأ بمآسي الفلسطينيين ، طبعا المغرب ليس في حاجة إلى دحض مثل هذه الترهات ، فتاريخ المغرب لا يدع مجالا للشك أن الدولة المغربية ملكا وشعبا ستظل كعهدها داعما رئيسيا للأشقاء الفلسطينيين ، وأن اتفاق عودة العلاقات لن يكون بأي حال من الأحوال على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف من المغرب أو غيره . وكما قال محمد السادس إن موقف المغرب حيال فلسطين لم يتغير ، وإنه يضع مسألة أراضيه والقضية الفلسطينية على المستوى ذاته .
والجزائر التي دفعتها عقيدة العداء ضد المغرب الى التحول فجأة الى دولة مقاومة ، فقط لأن المغرب عقد اتفاقا لعودة العلاقات مع اسرائيل ، لم تتجاوز مواقفها الإنشاء والشفوي في قنوات إعلام عسكر المرادية .
ألمغرب لم يكن أبدا بلد شعارات ، ولم يكن مثل بلدان مجاورة لنا بلدا يزايد بالقول على مأساة الفلسطينيين ويريد لها الاستمرار فقط لكي يجد ما يغنيه من الشعارات .
ألمغرب يعرف جيدا قيمة تلك الأرض ، ويعرف ماهيتها الأولى باعتبارها أرض سلام اختارتها العناية الربانية للديانات السماوية الثلاث لكي تكون التقاء المؤمنين على الأرض .
وفي بلاد أمير المؤمنين الكل يعرف أن الأولوية هي لوقف هدر الدم الفلسطيني ، والأولوية هي لوقف هدر دم المؤمنين من أي ديانة كانت ، والأولوية هي لعودة السلام إلى أرض السلام ، والأولوية هي مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى في غزة على مواجهة هاته اللعبة الدموية بهم ، ويذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين هنا وهناك الذين يدفعون دماءهم ثمن هاته اللعبة القاتلة والمرعبة .
المغرب وسط كل هذا اللعب بالشعارات والأناشيد موقفه واضح : شعبه متضامن مع المقدسيين والأهل في غزة ، دولته تقدم المساعدات الضرورية للأهل هناك ، قلبه وعقله وتصوره مع حل الدولتين ومع السلام العادل والشامل ومع كل المبادرات الرامية لوقف القتل والعنف وسيلان الدماء في تلك الأرض الطاهرة ، وهو يترك للبلدان التي لا تعرف إلا المزايدات ان تواصل المزايدة لأنها لا تملك عداها ، ويترك للتيارات المتطرفة ان تفرح بكل ميت جديد في تلك الأرض الحزينة لأنه بلد محب للحياة ، ويترك للكاذبين على فلسطين التي أضاعوها منذ النكبة بل وقبل النكبة بوقت طويل ، أن يضيعوا مزيدا من الوقت في المظاهرات الصاخبة التي لم تعد تقنع أحدا بجديتها ، والتي كانت سببا من أسباب هذا الهوان الذي تحياه هاته القضية منذ سنوات.
باختصار المغرب ، وفي كل مرة ، بفضل ملكه يكون في مستوى اللحظة ويخرس الذين يزايدون على حب فلسطين وفي حب القدس داخل البلد الذي يرأس لجنة القدس والذي يعرف جيدا معنى عودة السلام ذات يوم إلى أرض القدس .
لا أحد يمكن أن يزايد على الدولة المغربية بخصوص القضية الفلسطينية ، كما أنه لا أحد لديه الحق لإعطاء المغرب والمغاربة دروسا في الدفاع عن القدس ، فمنذ عهد الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني الى اليوم مع خلفهما محمد السادس ، تقدم بلادنا دعما لامشروطا لفلسطين وتجسد في كل أزمة معنى الوقوف الى جانب القدس والمقدسيين ، منذ اتفاقية كامب ديفيد ، مرورا باتفاقية اوسلو ولجنة القدس ووكالةبيت المال …. وفي ظل هذا الموقف التاريخي الثابت للدولة المغربية تجاه القضية الفلسطينية ما فتئ رموز الدولة المغربية ، سيما الملك محمد السادس يقوم بكل الجهود الممكنة لايجاد حل عادل ودائم يحفظ لأشقائنا الفلسطينيين حقهم المشروع في إقامة دولة مستقلة .
وحتى حينما وافق المغرب على توقيع إعادة العلاقات مع اسرائيل باحتضان أمريكي ، فإن بلاغ الديوان الملكي كان واضحا لا لبس فيه ، مشددا على أن التدابير التي تقوم على استئناف الإتصالات والعلاقات الدبلوماسية والرسمية مع اسرائيل يجب أن تكون على المستوى المناسب ، بمعنى أن الإتفاق ليس شيكا على بياض ، ويمكن في أي لحظة إعادة النظر فيه ، حسب ايقاع الأطراف الأخرى ومدى احترام التزاماتها.
ولذلك أصرت البلاغات الملكية على الأقل في مناسبتين ، إحداهما موجهة إلى القيادة الفلسطينية وأخرى الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ، التأكيد للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء على موقفنا الثابت الذي يساند الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والدفاع عن الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف ، وحماية طابعها الاسلامي وحرمة المسجد الأقصى ، والتشبث بالحل السياسي لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس مفاوضات السلام المباشرة بين الطرفين ، وعلى قاعدة قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وحل الدولتين ، وإقامة الدولة الفلسطينية والمستدامة وذات السيادة ، وعاصمتها القدس الشريف .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*