swiss replica watches
د. إبراهيم إغلان يرد على الجزيرة فيما أوردته من مغالطات تاريخية – سياسي

د. إبراهيم إغلان يرد على الجزيرة فيما أوردته من مغالطات تاريخية

الرد على الجزيرة فيما أوردته من مغالطات تاريخية

د. إبراهيم إغلان

خلال أسبوع واحد، أمطرتنا مؤسسة الجزيرة ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بخبرين مرتبطين بالتراث الثقافي المغربي، أولهما؛ يتعلق بالمخازن المعروفة في منطقة سوس أو ” إيكودار”، حيث نسبته إلى شمال إفريقيا، بصيغة تعميمية، وثانيهما؛ المسجد الكبير لباريس باعتبار تراثه المعماري “التلمساني والأندلسي”.

أمام هذا الخبر الأخير، أود توضيح بعض المعطيات التاريخية، والتي يفترض في مؤسسة إعلامية عالمية تعنى بالمجال الوثائقي أن تلم بها، لأنها من البديهيات.
معروف تاريخيا، أن مهندس المسجد الكبير لباريس أو بالأحرى من وضع تصميمه، هو موريس ترانشان دو لونيل، الذي عمل مفتشا عاما لمديرية الفنون الجميلة بالمغرب إبان الحماية الفرنسية. وقام بتنفيذ هذا التصميم كل من روبير فورنيز ، موريس مانتو و شارل هوبيس، حيث وضع الحجر الأساسي لبناء المسجد يوم 19 أكتوبر 1922، بحي حدائق النباتات بباريس الخامسة.

وبتاريخ 15 يوليوز 1926، ستفتتح هذه المعلمة الدينية والثقافية بحضور السلطان مولاي يوسف ورئيس الجمهورية الفرنسية غاستون دوميرك.


السلطان مولاي يوسف والرئيس الفرنسي غاستون دوميرك أثناء افتتاح مسجد باريس
15 يوليوز 1926
تصوير: روسير C. Roser

الحرس الخاص لسلطان المغرب في افتتاح مسجد باريس
تصوير: رول

نعود إلى تصميم دو لونيل، والذي تنبني فكرته بالأساس على نموذج مسجد القرويين بفاس، كما أشار بذلك صاحب التصميم نفسه، باعتبار هذا النموذج المعماري من أفضل مساجد المغرب وأعرقها. وقد بني مسجد باريس بالأسلوب المعماري الموحدي وبأنماط زخرفية أندلسية مغربية، أنجزتها أيادي الصناع التقليديين من فاس ومكناس، ويعود لهؤلاء الفضل في جمالية كل مرافق المسجد، سواء الزليج أو الخشب. بينما المنارة التي يصل طولها نحو 33 مترا، مستوحاة هي الأخرى من الأسلوب الموحدي.

الواجهات الخارجية لجامع باريس
15 يوليوز 1926
تصوير: روسير

الواجهة الداخلية لمسجد باريس – قاعة الصلاة
15 يوليوز 1926
تصوير: روسير
ما قامت به الجزيرة ، في أكثر من مناسبة، متى تعلق الأمر بالتراث المغربي، يدل على أن هذا موقف مسبق لتحريف الحقائق التاريخية والحضارية للمملكة المغربية، وإلا كيف يمكن تفسير معلومة تاريخية عن مسجد باريس، مأخوذة أصلا وحرفيا من ويكيبيا ، وتحريف عبارة ” الأسلوب الموحدي الأندلسي” بعبارة أخرى وهي ” الأسلوب التلمساني الأندلسي”؟؟، بل لماذا غيرت الجزيرة تدوينتها تلك وعادت إلى الحقيقة التاريخية ؟
إن الصور المرفقة بهذا المقال تدل دلالة واضحة على أن الفكرة المستوحاة من بناء مسجد باريس الكبير، هي من صميم النموذج المعماري المغربي، وأن تدشينه لن يكون إلا بحضور السلطان المغربي مولاي يوسف و بحضور رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك. وأن من يريد تغيير الأحداث والوقائع لن تسعفه مثل تلك السقطات المقصودة أو عن جهل، وفي كلا الحالتين يبدو أن تزوير معمار وشكل معلمة دينية في مدينة الأنوار الفرنسية ونسبها الى ” الأسلوب التلمساني” يعد في نظرنا إجراما في حق التراث المغربي، ولن يكون الأخير، ما دام أن عملية السرقة لأشكال التراث الثقافي الوطني مستمرة. لذا لن نتفاجأ من قناة إعلامية معروفة بتواجد العديد من موظفيها ذوي الجنسية الجزائرية يحاولون في كل مناسبة إثبات هوية زائفة، شعارها سرقة هوية بلد عريق، ممتد في التاريخ والجغرافيا، ومسار متراكم من الثقافات والحضارات المتعاقبة ضمن مجال غني ومتنوع في إطار الوحدة الوطنية، إنها ” علامة المغرب” .

تقرير مصور لفعاليات افتتاح مسجد باريس بحضور السلطان مولاي يوسف
الصور الواردة في هذا المقال مأخوذة من هذا المرجع
المصدر: المكتبة الوطنية للمملكة المغربية

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*