swiss replica watches
د.حميد المرزوقي: هل بدأت ألاعيب دولة فرنسا الكولونيالية تنكشف؟ – سياسي

د.حميد المرزوقي: هل بدأت ألاعيب دولة فرنسا الكولونيالية تنكشف؟

هل بدأت ألاعيب دولة فرنسا الكولونيالية تنكشف؟

د.حميد المرزوقي
منذ خمسينات القرن الماضي سعت فرنسا إلى تدبير تخلصها من تركتها الكولونيالية بوسائل معقدة ضمن استراتيجية محكمة بعيدة المدى، وزعت فيها الأدوار على الدول التي ستمنحها فيما بعد استقلالها النسبي الذي يتدرج مستواه وبدقة حسب الدور المنوط بكل دولة على حدة، وقد كان هذا المسار الطويل مرتبط ارتباطها جدليا مع بناء صرح الاتحاد الأوربي ،بحيث أن انطلاق اللبنات الأولى لبناء الاتحاد الأوربي بموجب اتفاقية روما 1957 التي أسست لاتحاد الدول الأوربية الست للفحم والفولاذ التي ستنظم لها ثلاث دول ثم فيما بعد ستصبح المجموعة الاقتصادية الأوربية التي ستنتقل إلى مستوى الاتحاد الأوربي بموجب اتفاقية ماستريخت 1992 القاضية بحرية انتقال الأشخاص والأموال وتوحيد العملة في الأورو،
بالموازاة مع هذا منذ خمسينات القرن الماضي وزعت الدولة الفرنسية وبمعيتها الدول الكولونيالية الأوربية صكوك الاستقلال بمقتضى معاهدات مجحفة تحتفظ لهذه الدول برابط اقتصادي قوي معها، متعمدة ترك الحدود بين الدول الأفريقية غير واضحة مبنية على اقتطاعات والحاقات بهذه الدولة اوتلك كما وقع في الصحراء الشرقية المغربية التي أضيفت لاقليم الجزائر وأقاليم شاسعة من غرب تونس التي الحقت هي الأخرى باقليم الجزائر الذي كان يعتبر قطاعا لدولة فرنسا منذ حادثة المروحة التي احتلت على اثرها الجزائر سنة 1830، وحتى تكون اللعبة مكتملة دست عدة بنود مجحفة في اتفاقية إكس ليبان التي بموجبها منح الاستقلال للمغرب تسمح لفرنسا الاستمرار من الاستفادة من الثروة المعدنية المغربية لمدة طويلة وهو نفس الشئ الذي وقع مع تونس والجزائر بموجب اتفاقيات أخرى تضمن ضخ البترول والغاز إلى فرنسا بأثمنة تفضيلية ولمدد طويلة وهذا ما تأكد مؤخرا خلال زيارة ماكرون للجزائر حيث ابرمت صفقة أخرى مع النظام العسكري الجزائري يقضي بإقرار حقوق تفضيلية لفرنسا في الثروة الغازية والبترولية إضافة إلى 20٪من المعادن الناذرة كالكوبالت والليتنيوم التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية، فرنسا إذن بالقدر الذي تعمل على تقوية الاتحاد الأوربي في الشمال لضمان مصالحها الاستراتيجية ومواجهة المنافسة الاقتصادية الشرسة للدول الصاعد بشمال غرب آسيا والصين بالقدر الذي تعمل جاهدة على الإبقاء على بؤر التوثر في افريقيا لنسف اي تقارب بين دول الجنوب في إفريقيا وتكريس الوضع القائم حاليا والمتمثل في العلاقات الاقتصادية العمودية بين دول الاتحاد الأوربي تجاه الدول الإفريقية بشكل انفرادي، لذلك أصبح المغرب الآن الذي يريد بناء اقصادا تنافسيا مع الدول الأفريقية يعاني من المخططات الفرنسية النيوكولونيالية التي تريد إطالة الوضع الافريقي الموروث عن الاستعمار للاستفادة منه لأنه يضمن لها أن تبقى يدها موضوعة على خيرات إفريقيا التي تعتبرها مجالها الحيوي.

د.حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*