swiss replica watches
الحكم بالإعدام: عبدو السمار – سياسي

الحكم بالإعدام: عبدو السمار

الحكم بالإعدام: عبدو السمار
نوفل البعمري
ليست لي معرفة مباشرة بالصحفي الجزائري عبدو السمار صاحب موقع “اليجري بارت” سوى أننا مررنا معاً في حلقة من تنظيم أحد المواقع الإلكترونية ناقشت مستقبل العلاقة المغربية الجزائرية، و كان هذا الصحفي من المدافعين في هذه الحلقة على التعايش بين الشعبين، بعد تلك الحلقة أصبحت متابعاً لأخباره و تحقيقاته الصحفية التي ينشرها إلى أن فوجئت بنُشر خبر صدور حكم قضائي من محكمة الجنايات الابتدائية بمحكمة الدار البيضاء شرق العاصمة الجزائر قاضي بإعدامه!!!!

نعم الحكم الصادر في حقه هو الإعدام ليس لأنه أراد الانقلاب على النظام الجزائري، أو حمل السلاح في وجهه، أو حرض عليه… بل لأن الصحفي عبدو السمار نشر تقريراً صحفياً، مهنياً تناول فيه الفساد الموجود بشركة سوناطراك الجزائرية التي يسيطر عليها الجيش الجزائري، و فضح الاختلاسات التي تحدث بهذه الشركة لفائدة الجنرالات،لتتم متابعته ب”التخابر” و ” بنشر أخبار ذات طابع سري” لتكون التهمة في حد ذاتها إدانة لجنرالات العسكر و تأكيداً لكل ما نشره الصحفي عبدو السمار،فكيف تكون أخباره غير صحيحة و هي في نفس الوقت أخبار ذات طابع سري!!! و قد صاحب صدور هذا الحكم حملة تشويه حقيقية طالته و طالت مساره المهني الصحفي المعروف لتبرير صدور هذا الحكم الغير المسبوق في العالم.
عبدو السمار سيكون أول صحفي في العالم يصدر في حقه حكما بالإعدام ليس لأنه معارض سياسي، أو ارتكب جرائم ذات طابع سياسي، بل لأنه نشر تحقيقات صحفية تناولت الصفقات المشبوهة التي تجريها شركة سوناطراك، و لأنه بذلك يكون قد فضح عش الدبابير الذي يسيطر على مقدرات الشعب الجزائري المشكل من الجنرالات الذين يتحكمون في القرار السياسي و في القرار المالي، كذا في الأحكام القضائية التي أصبحت تفصل على مقاسه و مقاس حساباته السياسية و لتحمي كل أطماعه في السلطة و في الاقتصاد.
يبدو أن النظام الجزائري الذي يسيطر على كل شيء في الجزائر أصبح يتصرف و كأنه غير معني بكل النداءات التي يتم إصدارها من طرف الأمم المتحدة لإيقاف تنفيذ و عدم الحكم بعقوبة الإعدام خاصة في القضايا التي ترتبط بحرية التعبير و الرأي و الصحافة، و هي القضايا التي يظل أصحابها متمتعين بحماية خاصة نظرا لكونهم صحفيين، و لكون الصحفي يتمتع بنوع من الحماية القانونية عندما ينشر الخبر خاصة إذا ما كان صحيحاً و في ملف يتعلق بالفساد المالي كملف سوناطراك الذي كشف فيه عبدو السمار عن حجم الاختلالات و سرقة عائدات الشركة، و نهبها من طرف الجنرالات و لصألح الجيش لتمويل عملياتهم السوداء داخل الجزائر و خارجها.
قضية عبدو السمار هي ليست قضية تخابر كما يريد النظام الجزائري تبرير الحكم الصادر في حقه، هي قضية يريد من خلالها النظام الجزائري أن يقدم رسالة لكل الشعب الجزائري و للصحفيين و للنشطاء من الحراك الجزائري أنه قادر لكي يوصف كل سلطاته بما فيها القضائية للزج بالمختلفين معه في غياهب السجون، بل و بالحكم بالإعدام بتهم خيالية لا يمكن أن يتصور صدورها حتى من أعتى الديكتاتوريات.
ما حدث يكشف لأي حد وصل فيه النظام الجزائري من استعمال يده التي امتدت و سيطرت على كل المؤسسات و السلط الجزائرية لتنفيذ مخطط أحكام قبضة العسكر و مؤسسة الجيش على كل شيء يتحرك و يتنفس داخل الجزائر و خارجها لضمان استمرارية سيطرة الجنرالات على الحكم.
المثير ليس فقط أن الحكم أوقع عقوبة الإعدام في حقه، بل صمت الإعلام الفرنسي عن هذا الحكم رغم أن الصحفي عبدو السمار مقيماً في فرنسا، لتنضاف هذه الملاحظة لواقعة سبقتها هي تدخل الدولة الفرنسية قبلها بأيام لمنع مرور فرحات مهني بقناة فرنسية!!! و ليتأكد أن المصالح أحيانا تكون أقوى من حرية الصحافة و الاعلام و التحقيق الصحفي.

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*