swiss replica watches
” لا ينسى التكبير وهو يقطع رؤوس الأبرياء ” ! – سياسي

” لا ينسى التكبير وهو يقطع رؤوس الأبرياء ” !

” لا ينسى التكبير وهو يقطع رؤوس الأبرياء ” !
عبد السلام المساوي
هناك من يتحدث عن التعددية الايديولوجية والسياسية دون ان يقبل بكل ما يترتب على موقفه منها في مختلف المجالات العملية، مع ان الموقف الايجابي العام منها يقتضي موقفا مماثلا له على المستوى التطبيقي.
وهكذا فعندما تكون المسألة مرتبطة بالمستوى النظري تجده سباقا الى القبول المبدئي بكل الأفكار والآراء، بما في ذلك تلك التي تعلن مناهضتها لقيم المجتمع والأمة الاساسية، باسم حرية الرأي او الاعتقاد او التعبير او غيرها من القواعد المرجعية التي يتم استحضارها في هذه الحالة، والتي يتم الذهاب في تأويلها مذاهب لم يكن ليخطر على بال من وضعوا أسسها انها ستكون رافعة لمثل هذه المواقف في يوم من الأيام
لكن ما ان يتم الخروج من المستوى النظري المحض، حيث الخطاب مرسل، وغير مقيد، في الأغلب الأعم، الى المستوى العملي الذي يعتبر المحك الفعلي لما يتم الإعلان عنه بخصوص الموقف من التعددية، حتى يجد المرء نفسه أمام مشهد آخر تماماً، قد يصل في مستوى حدته الى درجة التناقض الجذري مع الخلفية النظرية التي قيل انها هي الداعمة الاساسية لموقف البعض من التعددية.
هذا يسري على فئة من دعاة احترام التعددية الفكرية والسياسية المقرونة بمعاداة اي شكل من اشكال التنظيم السياسي الحزبي، كما لو ان لسان حالهم يقول : ما الحاجة الى الأحزاب السياسية؟ فها نحن نتحدث في جرائدنا ومواقعنا الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ونحن نجسد التعددية المنشودة، بشكل حصري.

فلماذا هذا التشويش علينا؟ فقد ماتت الأحزاب او ينبغي عليها ان تموت، تلقائيا او اننا سنتكفل بها.
وللتذكير فإن هذه الفئة لا تتوقف عن الهتاف: عاشت الحرية عاشت التعددية؟ تماماً كما نرى ان تنظيم داعش الإرهابي لا ينسى التكبير وهو يقطع رؤوس الأبرياء، مع فارق كبير، بالطبع، هو ان فئتنا”الإعلامية” تلك تعوزها سيوف داعش فتوسلت سيوفا اخرى لا يسمح المجال بذكرها خاصة انها معروفة لدى الجميع تقريبا.
يوجد في مجالات الفكر والسياسة ما يمكن اعتباره عدمية في مجاله، وخاصة داخل الحقل السياسي.

وتقوم هذه العدمية على ما يمكن النظر اليه بانه غياب الجدوى وانعدام المعنى لكل عمل سياسي او اي قيم عليا تؤطر المجتمعات وتحدد لها بوصلتها.

والعدمية السياسية في بعدها هذا شكل من أشكال الفوضوية التي ترفض كل مؤسسة تساهم في تأطير المجتمعات على اي مستوى من المستويات، وأساسا مؤسسة الدولة بمختلف اجهزتها.
غير ان الملاحظ اليوم ان هذا البعد الفكري والنظري اصبح غائبا تماما ليفسح المجال امام نوع من العدمية الجاهلة، كما يتبين من خلال بعض الشعارات التي يرددها الكثيرون لتبرير انعزالهم عن الحياة السياسية.
وهنا تكمن الطامة الكبرى.

ذلك ان هذه العدمية الجاهلة تمنع حتى إمكانية مقارعتها على المستوى الفكري والسياسي لانها عدمية دون أفق تماما.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*