swiss replica watches
المرزوقي يكتب: الكفاءة، الاستحقاء والجاهزية والمسؤولية هي مقومات مغرب مابعد مونديال قطر – سياسي

المرزوقي يكتب: الكفاءة، الاستحقاء والجاهزية والمسؤولية هي مقومات مغرب مابعد مونديال قطر

الكفاءة الاستحقاء والجاهزية والمسؤولية هي مقومات مغرب مابعد مونديال قطر.

د.حميد المرزوقي
من أهم الدروس التي أعطاها الفريق الوطني لكرة القدم في مونديال قطر، لكل من يهمهم الأمر، هو التحلي بقيم المجتمع المغربي الأصيلة التي تعَطَّل العمل بها منذ زمن ليس بالقصير، بسبب التقليد الأعمى لكل ما هو مستورد من الحضارة الغربية، التي أضحت نموذجنا في كل الميادين، وصارت بوصلتنا ونبراس الطبقة المُثَيَّمَة بكل ما يحمل توقيعات الدول التي كانت تستعمرنا – عفوا – تستغلنا وتستعبدنا، والمذيلة بتوقيعات الماركات العالمية التي هي الممثل الشرعي والوحيد للعولمة أو ما يجب أن نسميه بالإمبريالية الجديدة newimperialism
المبنية على تقسيم جديد للعمل الدولي منذ مؤتمر يالطا القاضي بتقسيم العمل الدولي وفق منطق الشمال المصَنَّع والمُنْتِج والجنوب المستهلِك والمنفذ لسياسة الشمال، إلى حدود مونديال قطر لم يكن أحد يجرُأ على تكسير هذه القواعد الموروثة عن العهد الاستعماري، حتى جاء مونديال قطر حيث دخل الفريق الوطني لكرة القدم في المنافسة متسلحا بإرادة لاعبيه وعزيمةمدربهم وليد الركراكي وكفاءته العالية، وقد كان القاسم المشترك الذي يجمع هذا الفريق الذي اكتسب تجانسه من شعور أفراده القوي لانتسابهم للمغرب رغم انتماءهم للجيل الثاني والثالث، شُعورُ أفرادِ الفريقِ هذا جعلهم جسما واحدا ملتحما متراسا يستمد قوته من قيم المجتمع المغربي المتعطشين لها لأن المجتمعات الغربية حيث يعيشون ويمارسون نشاطهم الكروي تفتقر لها بل لا تؤمن بها، انطلقت اقصائيات دور المجموعات بفريق مغربي مغمور وبعد تأهله لدور الستة عشر بدأ الطموح يكبر وبدأ الفريق الوطني يثق في قدراته التي طالما تم إهدارها بالتَيْئِيسِ والتبخيس ونظرة الاحتقار التي كان ينظر بها لكل الفرق الرياضية المنتمية لدول الجنوب، لكن كثيبة الفريق الوطني لكرة القدم بعزيمة أفراده القوية ووطنيتهم الصادقة وكفاءة مدربهم العالية كان لهم رأي آخر، حيث خرجوا عن القاعدة وتأهلوا بقوة لربع ثم نصف النهاية، ولولى التحكيم المشبوه الذي أدار مقابلة فرنسا والمغرب لكان الفريق الوطني المغربي قد حجز مقعده باستحقاق في نهائي كأس العالم، والجميل هو تفاعل الجماهير المغربية القوي مع هذه الانجازات وتشجيعه لها سواء في مدرجات الملاعب أو المقاهي عبر كل التراب الوطني او الشوارع عقب كل مباراة، والأجمل من هذا أن التشجيع والفرحة تعدت حدود الملاعب وحدود التراب الوطني لتعم كل إفريقيا والعالم العربي بما فيها فلسطين المحتلة وإسرائيل وهو إجماع إفريقي وعربي لم يتحقق حتى في أزهى فترات القومية العربية والوحدة الإفريقية، وهنا يحق لنا أن نتساءل كيف وقع هذا في غفلة رعاة العولمة؟ كيف استطاع فريق لكرة القدم أن يحقق ما لم يحققه زعماء دول عدم الإنحياز وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي؟؟؟ كلنا شاهدنا كيف وقع هذا بسلاسة وانسيابية أحرجت حتى من تلاعبوا بأداة التحكيم حيث لم يتمكنوا إلاَّ من تمرير الحد الأدنى من مخططاتهم، وهو ما جنب المونديال من الفشل وأنقده في نهاية المطاف… ما يجب أن نستحضره دائما وأن نستخلصه من هذه التظاهرة الكروية العالمية ومن أداء المنتخب المغربي هو أن مقومات النجاح واضحة وجلية يمكن تلخيصها في: الواقعية والجاهزية والكفاءة والمسؤولية ” والإيمان” الذي عبر عنه وليد الركراكي بعبارته الشهيرة “النية” هذه المقومات يجب أن تشع وتنتشر و تترسخ في كل القطاعات و المجالات والميادين، وبالمقابل وعلى غرار ماقام به جلالة الملك يجب تحريك آليات التحفيز لمكافئة كل من يقوم بالإنجاز والاشعاع، وبالمقابل التخلى عن منطق اللاعقوبة بمعاقبة كل من يتخلف عن الموعيد ويخون الإجماع الوطني، هذا ما يجب أن يميز مغرب اليوم والغد وتلك هي مقومات المغرب الثواق لملامسة مصاف الدول الصاعدة والرقي بالإنسان المغربي في كل الأصعدة والمجالات.

د.حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*