جنازة رجل من رجال الدولة الكبار
جنازة رجل من رجال الدولة الكبار
عبد السلام المساوي
إنك سي عبد الواحد الراضي ولا أحد غيره…إنك الرجل الذي يستحق منا ألف تحية وألف احترام وألف تقدير وألف رحمة …إنك الرجل الذي انسل منسحبا من الرداءة الى التمدد في محبتنا له …كنت اتحاديا…كنت وفيا …لهذا واجهت الانحراف بحكمة نادرة …ويشهد الجميع انك كنت ضمير الحزب وحكيمه…
كنت دائما عظيما لهذا كانت جنازتك عظيمة
إطمئن أيها الهرم فالجماهير تكن لك الحب الصافي الصريح …
حضر الجميع ، جاؤوا من مختلف الأمكنة والأزمنة ، اعترافا بمروءتك ، اعترافا بنبلك …كنت تحب الوطن ، كنت تحب حزب الاتحاد الاشتراكي…كنت تحب الجميع ، فأحبك الوطن وأحبك الحزب وأحبك الجميع …ناضلت وقاومت لتبقى الراية مرفوعة والوردة مزهرة ، لتبقى راية المغرب ذات استقلال وسيادة …وليبقى الوطن كينونة المغاربة ….ليبقى حزب الاتحاد الاشتراكي حزبا كبيرا …
هنا جنازة المناضل عبد الواحد الراضي فطوبى للمشيعين …هنا جنازة رجل رضع الوفاء في معبد الشجعان …هنا عنوان الرجولة والمروءة …هنا الصمود والشموخ …هنا التاريخ الذي لا يدخله الا صانعوه …هنا عبد الواحد الراضي الذي رحل ليلتحق برفاقه الأعزاء ؛ عبد الرحيم بوعبيد ، المهدي بنبركة ، عمر بنجلون ، عبد الرحمان اليوسفي …
في جنازتك ، حضر ولي العهد الأمير مولاي الحسن ، حضر الأمير مولاي الرشيد ، كبار الشخصيات المدنية والعسكرية ، زعماء الأحزاب والنقابات والجمعيات المدنية …حضور عظيم في جنازة رجل عظيم ..
وهو مصدوم وهو جريح ، حضر الأستاذ إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية …حضر ، لا ليقدم التعازي بل ليتقبل التعازي ..إنه القائد الذي تشبع بقيمك ومبادئك ، بنبلك واخلاقك ، برفعتك وسموك …انه أنت في مغرب الآن…
حضر إدريس لشكر ليسجل ويشهد العالم على الخسارة الكبرى التي لحقت الوطن برحيلك …الخسارة الكبرى التي لحقت الحزب …حضر لكي يبلغ الرسالة …حضر ليعلم الجميع انك سيد التاريخ الذي يستحق الاحترام كله والحب كله …انك المثال والقدوة …الرمز والنموذج…
هو مشهد للتاريخ ، لوحة فنية خالدة ، مشهد باتحاديين صادقين أوفياء ولوحة بألوان إنسانية وجميلة …
نم مطمئنا يا عبد الواحد …لا تخف مادام لشكر وإخوان وأخوات لشكر فينا …هم مناضلون اوفياء حضروا جنازتك …ليشهدوا العالم أن الوطن لم يتيتم برحيلك …زرعت الورد والجمال …ربيت رجالا ونساء ، وها انت مستمر فيهم …
سجل يا تاريخ ! سجل يا وطني ! فالجنازة اليوم ، جنازة رجل ، رجل وطني ، رجل دولة بامتياز نضالي واستحقاق بطولي …هنا الشرف والمجد ..والدولة المغربية ، العريقة والأصيلة ، تقدر الرجال وتفتخر بهم …وفي عهد جلالة الملك محمد السادس ترفعهم الى الأعالي ….وكانت جنازة الراضي وكان حضور رجال الدولة الكبار …إن المغرب لا يفرط في من ضحى من أجل المغرب…
جاء في برقية تعزية ومواساة من جلالة الملك إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ عبد الواحد الراضي “كما نستحضر، بكل إجلال، ما كان يتحلى به فقيدكم العزيز من خصال رجال الدولة الكبار، المشهود له بدماثة الخلق، وبالغيرة الوطنية الصادقة، وبالحنكة السياسية العالية، وبالنزاهة والاقتدار في مختلف المهام السامية، الحكومية والبرلمانية والجامعية، التي تقلدها، سواء في عهد والدنا المنعم، جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، أو تحت إمرة جلالتنا”.
كنت تكره اللغة السوداوية والأسلوب المتشائم ولغة اليأس والتيئيس ، كنت تكره التطرف والعدمية ، الثرثرة ولغو الكلام ، الكذب والنفاق ، المكر والخديعة ….كنت تكره الكره ….لا …كنت إنسانا جد متفائل …وعيناك كانتا تعبران بالابتسامة عن هذا التفاؤل …وهذا الصدق …وهذا الطموح …وهذا الحب اللامشروط لهذا الوطن وهذا الحزب .
المجد يوم ولدت ويوم تولد …المجد يوم ولدت حرا ، والمجد يوم ولدت انحاديا…وطني انت …يتعب كثيرا كل من حاول الفصل بينك وبين الوطن وكل من حاول تفكيك هذه الوحدة الانطولوجية …يتعب كل من حاول ذلك لأن وحدة الراضي والوطن لا تقبل الثنائية باعتبار انها وحدة وجود …ففي البدء كان الوطن وفي البدء كان الوطنيون …إنك وطني اصيل …إنك اتحادي .