من جامعة بومرداس إلى “اليوم الوطني للريف”
نوفل البعمري
سنة 1999 كانت الانطلاقة القوية لما سمي انذاك “بجامعة بومرداس” التي كان يستضيف فيها العسكر الجزائري عناصر موالية لتنظيم البوليساريو التي دربها على ما كانت تسميه ب ” المقاومة السلمية” و على الشحن و بث ايديولوجية التقتيل تحت قيادة وتأطير جنرالات من الجيش الجزائري، سنوات و المغرب يراقب هذه الجامعة التي انتهت بأحداث اكديم ازيك الدموية التي استغلت فيها العناصر التي تدربت و تأثرت بهذه الجامعة، المخيم و نزوح الأهالي خارج مدينة العيون للإحتجاج في اعتصام رفع مطالب اجتماعية، بالتسلل نحو المخيم والسيطرة عليه بالأسلحة البيضاء و بسيارات رباعية الدفع، فكانت الأحداث الأليمة التي شهدها المخيم بدءاً من 8 نوفمبر انتهت باستشهاد 11 فرد من أفراد القوات العمومية و الدرك الملكي و الوقاية المدنية في مشاهد كانت سباقة عن تلك التي شهدناها في العراق و سوريا التي ارتكبتها داعش، تم التنكيل بالجثث و التبول عليها و قتلها بدون بارد…. فكان الأحداث نتاج خالص لجامعة بومرداس و لنوعية التأطير الذي خضعوا له على يد جنرالات العسكر الجزائري…
اليوم و نحن نشاهد عناصر خائنة اتجهت نحو الجزائر مدعية زوراً أنها تتحدث باسم ساكنة الريف، تردد نفس الخطاب الذي أنتج مخيم اكديم ازيك، و يتم استعمال نفس المنهجية التي تم اعتمادها في جامعة بومرداس، منهجية التجييش و الإحتضان بالمال و بترديد خطاب كله حربي و عدائي و تحريضي على حمل السلاح، و إذا كان هذا الخطاب لا امتداد له داخل منطقة الريف المغربي خاصة مع إعلان ما تبقى من معتقلي احتجاجات الحسيمة عن إدانتهم لتلك العناصر الخائنة التي باعت نفسها للشيطان الجزائري على رأسهم ناصر الزفزافي عن استنكارهم و شجبهم لخطوة استغلال المنطقة و تاريخها لتخويله لأصل تجاري يتم بيعه للعسكر و استعماله لضرب المغرب، فإنه و رغم أن هذا الخطاب لا امتداد له و لن يجد التربة التي يمكن أن تحتضنه بالمغرب عموماً و منطقة الريف خصوصاً، فإن نوعية الموقف الذي يتم ترديده هناك و يتم تمريره في الإعلام الجزائري، و على وسائل التواصل الإجتماعي خاصة منصة تويتر يجعل من ضرورة الإنتباه له و التعامل معه بالجدية اللازمة ضرورة ليس فقط أمنية، بل وطنية لأن النظام الجزائري له سابقة في هذا المجال و لن يتورع في الدفع بارتكاب أعمال ارهابية بالمغرب تحت غطاء “اليوم الوطني الوطني للريف” ليهدد استقرار المغرب و إن كان هذا الأمر لن يحصل، لكنه مع ذلك يظل مخطط له من طرف النظام الجزائري الذي لن يتوانى في خلق مليشيات أخرى إذا ما وجد الفرصة مواتية لذلك!!
لقد بدأ اكديم ازيك كفكرة ظل النظام الجزائري يُعد لها العُدة و العتاد الحربي لسنوات إلى أن وجد الفرصة مواتية، فكانت كلفتها عالية،و غالية قدمت فيها أرواح شهداء الواجب الوطني، و هي فكرة بعد فشلها في الجنوب الصحراوي المغربي لن يتردد العسكر الجزائري في تكرارها بالشمال المغربي إذا ما وجد أي فرصة و لو أنها بعيدة إن لم تكن مستحيلة في ظل رفض ساكنة مناطق الريف لهذه العناصر الإرهابية، الخائنة، لكن مع ذلك وجب أخذها بالجدية اللازمة و التعامل معها بحزم و عدم الإرتكان إلى استهال الأمر خاصة مع ما يتم ترديده من طرف العديد من النشطاء من كونهم مجرد “حمقى” لا وزن لهم في منطقة الريف المغربي، فكم من الحمقى ارتكبوا جرائم تصل للجريمة الإرهابية خاصة و أنهم سبق لهم أن تقدموا علنا بطلب للدولة الجزائرية بتسليحهم، و هم اليوم يرددون خطاب تحريضي على العنف في الإعلام الجزائري و بشكل علني، و ها هي تدوينات يتم نشرها على منصات التواصل الإجتماعي من طرف عناصر جزائرية تدعوا للعنف و الدم و التقتيل…
لست من دعاة تضخيم الأمر، فالريف المغربي و ساكنته ظلوا في ارتباط وثيق بالمغرب و بلدهم و بمؤسساتهم و لم يكن هذا الارتباط موضع أي تشكيك و لن يكون، و عبد الكريم الخطابي يعتبر رمز من رموز حركة التحرر الوطني المغربية…
بالمقابل لست من هواة استسهال ما يحدث اليوم بالجزائر و ما يخطط له العسكر الجزائري ضد المغرب، الذي لم يعد يخفي ما يعده للمغرب من سوء و شر، بل يتم الجهر به علانية، و هو ما يستدعي يقظة و حذر مغربيين و يتطلب اتخاذ خطوات قانونية لدى الأمم المتحدة لوقف هذه الحماقات و ليتحمل المنتظم الدولي مسؤوليته اتجاه محاولات الجنرالات بجار السوء جر المنطقة بكل الوسائل نحو الدمار و التخربيب!!!
وقبل ذلك يجب مطاردة تلك العناصر التي تدعوا للعنف و حمل السلاح في خطاب ارهابي إلى مطاردتها بالقانون الدولي و القانون الوطني و المطالبة بمحاكمتها أينما حلت و ارتحلت حتى لم تجد أي أرض تستقبلها غير الجزائر آنذاك فلتصنع لهم “جمهورية” ثانية إلى جانب بن بطوش بالداخل الجزائري و لتعمل الجزائر على تفكيك نفسها بنفسها!!