محمد نبيل بنعبد الله… تواصل سياسي راقٍ بروح مغربية أصيلة

فنجان بدون سكر :

محمد نبيل بنعبد الله… تواصل سياسي راقٍ بروح مغربية أصيلة

بقلم عبد الهادي بريويك

في زمنٍ تتراجع فيه لغة السياسة لصالح الضجيج الشعبوي، ويغيب فيه الخطاب الهادئ لصالح الإثارة، يواصل السيد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تقديم نموذجٍ راقٍ للتواصل السياسي، يتميز بالهدوء، والوضوح، والاقتراب الإنساني العميق من قضايا المواطنين، داخل الوطن وخارجه.

زيارة بنعبد الله الأخيرة إلى مدينة منتون الفرنسية، ولقاؤه بطلبة مدرسة Sciences Po العريقة، لم يكن مجرد نشاط بروتوكولي ضمن أجندة حزبية، بل كان لحظة تواصل إنساني عميقة، حملت معها رائحة المغرب، وأصالة انتماء مشترك يتجاوز الجغرافيا ويحتضن القلوب والذاكرة.

خطاب يلامس الوجدان من خلال هذا اللقاء الذي ساده الحوار التفاعلي والاحترام المتبادل، الذي اختار فيه الأمين العام مخاطبة الشباب بلغة قريبة، لا تتعالى، ولا تتصنّع، بل تنبع من تجربة سياسية طويلة ومن إيمان عميق بقدرة الشباب على المساهمة في صنع عالمٍ أفضل.

حديثه عن الالتزام السياسي لم يكن خطابًا نظريًا، بل دعوة حقيقية، مؤطَّرة بالقيم الديموقراطية، لربط الهوية بالمواطنة، والانتماء بالفعل وليس فقط بالحنين.

إن خصوصية هذا اللقاء لا تكمن فقط في مكانه، بل في رمزيته. فقد اختار بنعبد الله أن يُخاطب شبابًا مغاربة، فرنسيين، ومتعددي الأصول في قلب واحدة من أهم المؤسسات السياسية في أوروبا، وهو بذلك يبعث برسالة سياسية مزدوجة: من جهة، يُبرز كفاءة الإنسان المغربي وقدرته على التميز في أرقى المحافل، ومن جهة أخرى، يؤكد أن الجالية ليست فقط موضوع نقاش، بل شريك فاعل في صياغة المستقبل، سياسيًا وفكريًا.

تواصل مغربي… بنكهة الوفاء

أسلوب بنعبد الله في الحديث، كما عهده المتتبعون، يُجسد مدرسة في التواصل السياسي النبيل، حيث لا مكان للشعبوية، ولا حاجة إلى الإثارة. هو تواصل يحمل دفء الثقافة المغربية، وعمقها التاريخي، واحترامها للآخر. إنه الخطاب الذي يُشبه جلسات المغاربة حين يجتمعون حول “كاس أتاي”، يتبادلون الرأي دون خصومة، ويختلفون دون قطيعة.

مبادرة السياسي المحنك، بمذاق الإنسان في زمن تشتد فيه الحاجة إلى الثقة، وتتصاعد فيه الهوة بين المواطن والسياسي، يُقدم محمد نبيل بنعبد الله نموذجًا مختلفًا: سياسي يعرف كيف ينصت، كيف يُقنع دون أن يفرض، وكيف يُعبّر عن حزبه دون أن يُقصي الآخرين. والأهم، أنه لا ينسى أن خلف كل بطاقة هوية هناك قصة، وخلف كل مواطن هناك حُلم.

فما أحوج السياسة اليوم إلى هذا النفس المغربي الأصيل، الذي يُعيد للخطاب السياسي معناه، وللتواصل الإنساني روحه. وما أحوج الجاليات المغربية في الخارج إلى من يُصغي لهم بصدق، ويُخاطبهم باحترام، كما فعل محمد نبيل بنعبد الله لا فقط كأمين عام لحزب، بل كابنٍ لهذا الوطن، الذي لا تنقطع صلته بأبنائه، مهما بعدت المسافات.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*