swiss replica watches
حول المؤتمر القادم للبام – سياسي

حول المؤتمر القادم للبام

سفيان خيرات


لم أرغب منذ مدة في الخوض في الحياة الحزبية و ما يعتريها من متناقضات و نقاشات و بحث مستمر عن الهوية المفقودة أو المفتقدة. لكن يبدو لي أن المؤتمر القادم لحزب البام سيكون حاسمًا في تحديد مآل الخريطة السياسية في العشرية القادمة.
آثرت أن أخوض في هذا الموضوع لأسباب ذاتية و موضوعية. ذاتية لارتباطي بأشخاص داخل هذا الحزب من جانب الصداقة و الحب و الوفاء لم تخدش رغم عصف السنين و رغم معرفتهم المسبقة بمعارضتي لهذا المشروع إبان نشأته و تطوره في تضاد تام مع وجهات نظر مصلحية داخل الهيأة الحزبية التي كنت ضمن قيادتها. و موضوعية لأن الأمر يتعلق بمسار عام للظاهرة الحزبية في المغرب و ارتباطها المباشر بسؤال الديموقراطية.
أثارني الخروج الإعلامي ( أو الخرجات) للسيد عبد اللطيف وهبي في كثير من المواضيع و لكن أهمها علاقة حزب البام بالدولة ( هكذا). لن أجتر الكثير مما رد به الكثيرون من ضمن هيأته الحزبية فهي تدخل في إطار التدافع التنظيمي. لكنني أتأسف لمثل هذه التصريحات لسببين:
١- ما قاله السيد وهبي هو تحصيل حاصل و يهم كل الأحزاب. الأحزاب هي الدولة و الدولة هي الأحزاب. لكن توجيه النقاش في اتجاه دحض العلاقة بين الدولة و الأحزاب يفترض وجود مشروع آخر للدولة بعيد كل البعد عن هوياتهما المشتركة المفترضة. بصيغة أخرى السؤال ليس هو: هل هذا الحزب حزب دولة ( فهذا منطقي و طبيعي) و لكن هل يمكن للحزب أن لا يكون حزب الدولة؟. بصيغة ثالثة: يقوم الدرس اللينيني حول الدولة و الثورة على قاعدة التناقض الخارجي لا الداخلي (الوطن-الهوية). الإستهتار بالتناقض الخارجي اختراق للهوية المفترضة.
٢- الكل يعلم أن هناك خلل فضيع في ميكانزمات توزيع الثروة. لكن أبسط دارس للعلوم الإقتصادية يدرك أن هذا الخلل هو عام و ليس خاص. هذا الخلل يخص أمة و ليس أشخاص بعينهم. نطمح و نرتقي بالمستقبل عندما نبتعد عن الذات. السياسة ليست فعل ذاتي بل مشروع جماعي.
أتمنى التوفيق لحزب البام في مؤتمره المقبل بكل تجرد و أتمنى لأصدقائي داخله كل العزيمة و الإصرار على جعل حزبهم حزب الدولة ( طبعًا بمفهومها العام و ليس كما تختزل).

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*