swiss replica watches
حزن وألم من أجل الوطن – سياسي

حزن وألم من أجل الوطن

بقلم : نعيمة فراح

أحزن واتألم عندما أرى مغربيا يبحث في صندوق القمامة عما يسد به رقمه.
أحزن وأتألم عندما أمر ليلا ببعض الشوارع فأجد مغربيا يلتحف الورق المقوى لينام في العراء وفوق أرض ترفض أن تحتظنه.
أحزن وأتألم عندما أرى مغاربة يقطعون الكيلومترات من أجل التطبيب، فتعطى لهم مواعيد اقربها بعد نصف سنة.
أحزن وأتألم عندما يحصل عشرات الآلاف من أبناء وطني على شواهد عليا لا تضمن لهم حتى أدنى مستويات العيش الكريم… فيكون مصيرهم في أحسن الحالات مراكز الاتصال او الاستماع… (وهو وجه آخر للبطالة المقنعة) أو يلتهمهم الحوت بعد أن تغرق بهم قوارب الموت المتجهة نحو الضفة الأخرى.
أحزن وأتألم عندما لا تفتح المدارس العمومية أبوابها لاستقبال كل من وصل سن المدرس… فيكون نصيب المغيبين الشارع،،، بينما نصيب المحظوظ تعليم بائس وبئيس.
أحزن واتألم عندما أرى أبناء وطني يتدافعون من أجل الحصول على قفة لا يتجاوز ثمنها في أحسن الأحوال مائتا درهم… وهذا التدافع يؤدي إلى الموت أحيانا (وحادثة إقليم الصويرة مازالت عالقة بالذاكرة).
أحزن وأتألم عندما تباع بنات وطني في سوق النخاسة بأوروبا (جني الفراولة بإسبانيا والعديد من الشهادات عن اغتصاب وعنصرية… لكن من يبالي ) او في دول الخليج حيث التهافت الكبير على لحم المغربيات الطري… واللواتي لا نعرف كيف وصلن إلى هناك مع ما يقال لنا عن صعوبة الحصول على تأشيرة الدخول لتلك الدول.
أحزن وأتألم عندما أرى أن المناصب العليا هي لعائلات بعينها.. بينما الباقي خدم عند هذه العائلات.
أحزن واتألم عندما أرى أن الغني في بلدي يزداد غنى.. والفقير بفقره ينعم .. وحتى عندما يرمي الغني ببعض فتاته يعتبره “جودا” منه وليس واجبا اتجاه وطن وأبناء وطن منحوه الرفاهية والثروة الفاحشة.. ولهم أيضا حق في هذه الثروة.
أحزن واتألم عندما أرى المئات من أسر وطني فرحين بسكنهم في علب الكبريت المسماة تجاوزا سكنا اقتصاديا أو اجتماعيا والتي مع أول كارثة طبيعية تنهار فوق قاطنيها.
أحزن وأتألم عندما أشاهد ما يفعله التعليم الخصوصي في العائلات المغربية ومعه المصحات الخاصة…وكيف تمتص دمائهم ولا بديل للمغربي المتوسط عنهما… فكل ما هو خدمة عمومية أصبحت في خبر “كان”.
أحزن واتألم عندما أرى رجال السياسة في بلدي يكذبون ويحلمون بأكاذيبهم التي تنطلي في غالب الأحيان على المواطن البسيط.. والأدهى أن تنافسيتهم تكون حول من كذبه كان له التأثير الأقوى.. بدل أن يكون هدفهم التأطير والوقوف إلى جانب المواطن في الضراء قبل السراء
أحزن وأتألم عندما نجد اننا كنخبة علمنا المواطن مد يده بدل أن نعلمه كيف يشغل يديه… وبذلك خلقنا مواطنا خنوعا إن لم أقل شيئا آخر
أحزن وأتألم على وطن يملك من الثروات الطبيعية ما يجعله في اكتفاء ذاتي لكل ساكنته.. ومع ذلك لا نجد الا الفقر (أين الثروة كما صرخ ذات خطاب ملك البلاد)
أحزن وأتألم على وطن واجهته تتجمل بينما هوامشه وداخله قبيح قبح الحاجة.
أحزن وأتألم ومعي في هذا الحزن والألم العديدون… لكن ما باليد حيلة فجلنا يتبع سياسة النعامة.. أو (يفوتو غير راسي وتجي فين ما بغات)…
لكن إلى متى تنفعنا سياسة النعامة.. وإلى متى سيصبر صبر المواطن.. هذا المواطن الذي لا تتعدى مطالبه :
حق في تعليم سوي
وحق في تطبيب وتعليم ناجعين..
وفي سكن لائق وكسرة خبز.
أحزن وأتألم…. وتأقلمت مع ذلك حتى حزن الحزن لحزني وتألم الألم لألمي… ومع ذلك…. من يبالي؟؟؟؟ ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*