swiss replica watches
احتراق سلوى – سياسي

احتراق سلوى

فنجان بدون سكر:

احتراق سلوى
بقلم عبدالهادي بريويك

كان دوار الدوم الزنقة 19 العاصمة الرباط على موعد مع الحزن والالم والتحسر بسبب احتراق الطفلة سلوى التي مازالت في مقتبل العمر بسبب حريق في مسكن شعبي ناهيكم عن الأضرار الناجمة عن الاحتراق الذي اختلفت الروايات في حدوثه بين من يقول لعب الطفلة بولاعة ( بريكا) وبين شارجور غادر أو بيطاغاز صغيرة ملعونة الصنع..
احتراق سلوى الصغيرة تحت لهيب النيران في غفلة من الزمن وتحت وطأة أحزمة البؤس في حي يعاني الهشاشة والفقر ويعاني قساوة الحياة في غياب تام لشروط الوقاية ..اختلفت الروايات عن اسباب الحادث ولكن لن نختلف عن كون البوطاغاز تشكل قنابل موقوتة في هذا الحي الذي يشهد كثافة سكانية كبيرة وطوابق سكنية عشوائية مكتظة بالأسر والعائلات الذين يعيشون تحت وطأة أحذية البؤس والهشاشة ..
احترقت سلوى والدخان الاسود يتعالى في السماء ..لتحترق معها قلوب ساكنة بأكملها ..كما احترقت قلوب اسرتها ..بكاء وعويل في حيي الذي اسكنه واشاطر فيه اناسه مرارة العيش فيه ..واتقاسم معهم فوضاه وبلواه ..وأسرتي يلفها الحزن والخوف معا من صدمة الحادث ومن هذا الشعور القاسي التضامني الحزين..وتحت تهديد المخاطر.
وسط الحي الذي شهد تجمهر العشرات من المواطنين وازدحم في الزقاق الضيق الذي لا يتعدى المترين عشرات النساء والرجال والاطفال معظمهم نسي نفسه؛ منبهرين أمام الخادث؛ دون احترام لمسافة الأمان ولا حتى إرتداء كمامات مما ضاعف المخاوف من انتشار عدوى كورونا من جديد في غياب تام لشروط السلامة والوقاية ..
احترقت سلوى؛ تاركة وراءها ابتسامة ودمية عاشوراء وقليلا من البسكويت والحلوى بعد أن نامت نومة الظهيرة لتجد نفسها جسدا مفحما قبل وصول رجال الوقاية المدنية والسلطات العمومية التي تأخرت على موعدها بحوالي الساعة لتحاصر النيران والحد من الخسائر البشرية والمادية المحتملة .
احترقت سلوى في ظل منظومة سكنية عشوائية؛ بتصاميم وهندسة فوضاوية معقدة يصعب حتى على رجال الوقاية المدنية ولوجها بشكل سريع لانقاذ الوضع وهو ما يطرح موضوع تناسل احياء الصفيح ويعرض السلطات العمومية للمساءلة.
احترقت سلوى ولم تترك خلفها سوى صدمة حارقة في أعين والديها وكل اقرباءها وجيرانها ..فصوتها الطفولي مازال يخترق مسامع اسرتي ويضعنا جميعا تحت سياط الصمت والحزن المريب..أمام هذا المشهد الحزين والأليم.
عزاؤنا واحد في الطفلة سلوى وعزاؤنا صادق لكل الطفولة المغربية التي تعاني في الأحياء الشعبية ..

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*