swiss replica watches
الرئيس الجزائري وجزاء سنمار ! – سياسي

الرئيس الجزائري وجزاء سنمار !

في خضم الأزمة الصحية الخانقة التي طوقت كافة بلدان المعمور، جراء تفشي جائحة “كوفيد -19” التي قلبت معالم الحياة وخلفت تداعيات اقتصادية واجتماعية قاسية، تستدعي تكتل الدول والتعاون فيما بينها.
وقف العالم خلال الشهور الأخيرة يشهد على تحجر مواقف حكام الجزائر تجاه المغرب، ورفضهم المستمر لكل المبادرات التي ما انفك الملك محمد السادس يطلقها منذ سنة 2008، رغبة منه في محاولة إذابة جليد العلاقات المتجمدة.
إذ عاد يوم 31 يوليوز 2021 في خطاب الذكرى 22 لتربعه على عرش أسلافه المنعمين، ليجدد دعوته الصادقة لأشقائه الجزائريين، قصد طي صفحة الخلافات وتجاوز العراقيل التي تحول دون أي تقارب ممكن بين البلدين الجارين، والعمل سويا وبلا شروط، على بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار…
إذ رغم أن النظام الجزائري اختار الرد على خطاب اليد الممدودة بالتمادي في استفزاز المغرب، عبر دعوته إلى استئناف مفاوضاته مع ميليشيا البوليساريو الانفصالية فوق أرض الجزائر، ضاربا عرض الحائط بالمبادرة الملكية الرامية إلى استحضار قيم المحبة والتعاون، إعادة الثقة وترجيح منطق الحكمة في اتجاه توطيد العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، والتعجيل بفتح الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، فإن العاهل المغربي ظل مصرا على رأب الصدع بين البلدين غير مكترث بما تقابل به محاولاته الجادة من صدود وجحود، حيث سارع إلى إرسال برقية مواساة وتعزية للرئيس عبد المجيد تبون والشعب الجزائري الشقيق، على إثر الحرائق التي اجتاحت آلاف الهكتارات من الغابات، وأزهقت أرواح عشرات المدنيين والعسكريين.
وليس هذا وحسب، بل إنه وفور تلقيه خبر الفاجعة التي ألمت بالقطر الجزائري الشقيق، أصدر أوامره لوزيري الداخلية والخارجية يوم الأربعاء 11 غشت 2021، بالإعراب لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المغرب للمساهمة في مكافحة الحرائق التي تشهدها بلادهم، من خلال وضع طائرتين معبأتين من طراز “كانادير” رهن إشارة السلطات الجزائرية. لكن عجرفة “الجنرالات” جعلتهم يرفضون مرة أخرى أن تأتي المساعدة من بلد جار يرون فيه مصدرا لكل الأزمات والشرور التي تحل ببلدهم، وفضلوا كعادتهم التوجه صوب مستعمر الأمس للتمسح به.
وبالنظر إلى كون الطغمة العسكرية الفاسدة، لم يعد لدى معظم عناصرها من البأس وطول النفس ما يسعفهم في مجاراة المغرب، فإنهم وأمام كيدهم للمغرب ونظامه الملكي بصفة خاصة، في ظل ما تحقق على يديه من مشاريع تنموية وانتصارات دبلوماسية متوالية، والمتمثلة أساسا في الاعتراف الدولي المتزايد بمشروعية مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، افتتاح مجموعة من القنصليات بالأقاليم الجنوبية وإقرار الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء…
أبى الرئيس الصوري عبد المجيد تبون الذي ترأس يوم الأربعاء 18 غشت 2021 اجتماعا استثنائيا للمجلس الأعلى للأمن في الجزائر، خصص لتقييم الوضع العام بعد السيطرة على الحرائق المدمرة، إلا أن يعلن عن قرار يقضي بإعادة النظر في العلاقات مع المغرب وتكثيف المراقبة على الحدود المشتركة، إذ أورد البيان بكل صفاقة بأن القرار جاء بناء على الأعمال العدائية المتواصلة من طرفه، متهما مجموعتين إرهابيتين بالوقوف وراء إشعال الحرائق الأخيرة، وأن إحداهما تدعى “الماك” تلقى الدعم من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني.
فيما اعتبر الجنرال “السعيد” شنقريحة رئيس أركان الجيش والرئيس الفعلي للبلاد، في رسالة نشرها على حساب وزارة الدفاع عبر موقع فيسبوك، يوم الخميس 19 غشت 2021 بمناسبة “يوم المجاهد” الذي يوافق 20 غشت من كل عام، يقول فيها بأن “حرائق الغابات ليست سوى عينة صغيرة من مؤامرة شاملة ومتكاملة الأركان” وأضاف “أن الشعب الجزائري أصبح أكثر وعيا بأن أعداء الأمس واليوم يستهدفون وحدة البلاد، انتقاما منها لمواقفها الشجاعة ووقوفها غير المشروط مع القضايا العادلة” ترى أي سعار هذا الذي أصاب كابرانات العسكر هناك؟ ومن يتآمر على من؟
فالشعب الجزائري الأبي أصبح فعلا أكثر وعيا بأن ليس له من عدو حقيقي نهب أمواله وأنفق جزء كبيرا منها على قضية خاسرة سوى النظام العسكري الفاشي الذي لا يتوقف عن المطالبة برحيله، عبر حراكه المتواصل.
من نافلة القول إنه إذا كان هناك من أحد عليه أن يتذمر أكثر من الآخر، فهو المغرب الذي لم يفتأ يعاني من الحملات المغرضة والمؤامرات الخسيسة.
أليست السلطات الجزائرية هي من تنكرت لاتفاقية عام 1972، بعد التراجع في 1976عن موقفها المؤيد لمغربية الصحراء واحتضان شرذمة من الانفصاليين الصحراويين في جبهة البوليساريو، ومن ثم وهي تدعمهم بمختلف أشكال الدعم المالي واللوجستي والدبلوماسي؟ ومن غيرها أقدم صبيحة يوم عيد الأضحى في دجنبر 1975 على طرد حوالي 45 ألف مغربي بسبب نزاع الصحراء؟ ومن أيضا عاد في مارس 2021 لإخلاء آلاف المغاربة من منطقة “العرجة” المتاخمة للحدود، مباشرة بعد استكمال المغرب جزء هاما من حزامه الدفاعي لمنع تسلل عصابات الانفصاليين إلى العمق المغربي؟
إن قرار النظام الجزائري المشار إليه أعلاه، ليس له من تفسير آخر عدا أنه رسالة لملك المغرب بأن يكف عن تلك المبادرات التي باتت تؤرقه، بعد أن انفضح أمر الجنرالات في محاولتهم جعل المغرب مشجبا يعلقون عليه عجزهم وخيباتهم، ناسين أنه سيظل بفضل حكمة قائده المفدى يجنح إلى السلم، لإيمانه الشديد بقيم الأخوة والتسامح والتعاون، وبقدرة الشعب الجزائري الصامد على تحرير بلاد المليون شهيد من قبضة العسكر الذي استنزف ثرواته وتركه عرضة للبطالة والمرض والجوع والعطش…
اسماعيل الحلوتي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*