swiss replica watches
بتاء التأنيث !!! – سياسي

بتاء التأنيث !!!

الحسين أمساسي
لا يمكن فصل ما يحدث الآن عن أشياء وقعت و عن اشياء ستقع ، تسعون امراة في البرلمان و سبعة نساء في الحكومة ، ثلاثة عمدات لأهم المدن المغربية : الدار البيضاء ، الرباط و مراكش ، رئاسة مجالس جماعية و بلدية بالجملة … هل نتحدث هنا عن صحوة ، أم استحقاق ، أم رغبة الناخبين في تغيير سببه الملل من جمع مذكر فاشل تعاقب على تسيير الشأن المحلي و الوطني!!!
قبل ثلاثة اشهر من الآن ، كانت نتائج البكالوريا قد تزينت مراتبها العشر الأولى بنون النسوة ، بلون وردي أوحى للجميع أن ما انتبهنا اليه من قبل حقيقة لا غبار عليها ، معظم المقبلين على المعاهد و المدارس العليا إناث ، ومستقبلا … و هذا هو الجميل ستتكرس مناصفة مستحقة حول مناصب لا تحتاج للكوطا و لا لجود وكرم المشرع ، بل إن طبيبات اليوم ومهندساته و أستاذاته ومحامياته و غيرهن هن سياسيات الغد و نائباتنا بالرلمان و وزيراتنا في الحكومات و رئيساتنا على هرم المؤسسات الدستورية ، لذلك سيكون من المفيد و الجميل ان يواكب هذا التفوق استعداد مجتمعي لتقبل فكرة … من يستحق او من تستحق !!!
لقد كانت المراة المغربية عبر التاريخ مصدر فخر لبلدها ، و إيمانا منا ان الأحجار تقصف الغصن المثمر ، نالت مالا تستحقه من القدف من طرف عقول تشبعت بالجمود ، و نسيت ان نوال المتوكل كان لها كل الفضل الى جانب سعيد عويطة في التعريف بالمغرب من خلال عزف نشيده الوطني أمام كل العالم بأولامبيات لوس أونجلس … تابعت المراة المغربية السير ، فكانت اليوم نائبة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، و مناصب أعلى في مجالات البحث العلمي و التسيير الأكاديمي على المستوى الدولي !!!
نحن نتساءل ، اذا كانت المرأة المغربية حققت كل هذه النجاحات ، ألا تستحق منا منصبا ساميا عن جدارة ، لما لا تتفق الأغلبية البرلمانية على تنصيب عنصر نسوي على رأس المؤسسة التشريعية المغربية ، في انتظار يوم مشهود تترأس فيه الحكومة ، و هو اليوم الذي سبقتنا إليه تونس فكان لها الشرف ، شرف كسر عرف عربي بني على ثقافة جاهلة تكرست بفهم خاطئ للدين الاسلامي و الذي ميز بيننا فقط بالتقوى و العلم و الاجتهاد و العمل !!!
كنا جميعا على موعد مع موسمين جديدين ، دراسي و سياسي ، لا أظن أننا سننتظر كثيرا حتى تثبت التلميذة المغربية ، الطالبة المغربية ، السياسية المغربية علو كعبها و قدرتها إلى جانب زملائها من الرجال على حمل المشعل … مشعل التفوق ، و مشعل النهوض بمغرب قرر كسر الجمود و القطع مع اعراف و معتقدات بائدة ، فالمغاربة الذين تحرروا من كل الأفكار الغريبة على تسامحهم و كرمهم و تعايشهم ، لا أظنهم سيعجزون عن الاعتراف بتفوق امهاتهم ، زوجاتهم و بناتهم … !!!

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*