swiss replica watches
هل المغرب بحاجة لوساطة مع الجزائر لاحتواء الخلافات المزمنة معها؟ – سياسي

هل المغرب بحاجة لوساطة مع الجزائر لاحتواء الخلافات المزمنة معها؟

هل المغرب بحاجة لوساطة مع الجزائر لاحتواء الخلافات المزمنة معها؟

د. حميد المرزوقي

منذ أن حصلت الجزائر على استقلالها سنة 1962 بمرسوم ازالرئيس الفرنسي السابق الجنرال دغول، والعلاقات مع المغرب تسير في اتجاه واحد وهو التصعيد والتوثر وهو ما يدفع للقول بأن المسألة غير عادية ويحيط بها غموض كثيف وتثير أسئلة لاحد لها ولا حصر، خاصة وأن الذي كان يجمع بين الشعبين قبل استقلال الجزائر متعدد الأبعاد تاريخي اقتصادي اجتماعي، ثقافي وكفاح مشترك من أجل التحرر والانعتاق من براتن الاحتلال الفرنسي… بعبارة أخرى فالانساق المعطلة التي نسفها فعل فاعل التي تجمع الشعبين انساق متشعبة لا يمكن أن يتخطاها إلا الذي لايؤمن بالحتمية التاريخية والجغرافية ولا يؤمن بالزمن ولا بالمكان، انها جريمة بشعة في حق الشعبين الشقيقين اللذين انصهرا عبر التاريخ في العديد من المناسبات الموسمية كالحج في العديد من المحطات التي مازالت شاهدة على ذلك الممتدة على طول التراب الجزائري، التونسي، الليبي فالمصري، وما يؤكد ذلك هو عدم خلو مؤلفات ويوميات بن بطوطة والادريسي وابن خلدون والماوردي والحسن الوزان من وقائع تؤرخ بما لا يدع مجالا للشك بأن المغرب والجزائر كانا يشكلان مجالا حضاريا واحدا، لكن لماذا هذا الإصرار الاسطوري على تعميق الهوة بين الدولتين لاكثر من ستين سنة؟ الجواب واضح ولايخفى على أحد ولم يعد من الممكن إخفاؤه والتستر عليه، ما دام النظام العسكري الجزائري الجاثم على صدر الشعب الجزائري لا يتوقف عن ترديده في كل وقت وحين، طبقا لقاعدة “الإناء يرشح بما فيه” إذ أن النظام الجزائري لا يكف عن ترديد ” أن الجزائر خلقت من معاناة حركة تحرر المليون شهيد وأن من واجبها أن تساعد كل شعوب العالم في تحررها وتقرير مصيرها لأنها هي الأقرب من أي كان على فهم معاناة الشعوب المحتلة والمستضعفة” ، هي إذن أسطوانة اعتاد أن يرددها كل المسؤولين الجزائريين: عسكريين أو مدنيين، رئيس الدولة، رئيس الحكومة ووزير الخارجية، فما هو السر يا ترى من وراء كل هذا؟ إنه ببساطة شيئ وحيد هو عدم تحرر الجزائر لحد الآن لكونها مازالت لم تحصل على استقلالها الحقيقي وأن مرسوم 1962 المبني على اتفاقية إفيان Evian بين فرنسا والجزائر والتي مازالت مقتضياتها سارية المفعول بل وتم التأكيد عليها في الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدعمها بإقرار حق فرنسا الاستفادة بنسبة مهمة من المعادن النادرة التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية كالكوبالت، لذلك فالعلاقات المغربية الجزائرية ليست في حاجة إلى تجشم عاهل الأردن جلالة الملك عبد الله من السفر المفاجئ للجزائر للتباحث في مسألة إمكانية تغيير النظام الجزائري لمواقفه العدائية والمتصلبة لأنها مواقف ثابتة لايمكن تغييرها الا بتحرر دولة الجزائر من الاتفاقيات الاستعمارية المشبوهة التي ترهنها بلعب أدوار قذرة لمنع أي تقارب او اندماج بين الشعبين المغربي والجزائري وباقي شعوب المنطقة لكون هذا التقارب الأفقي المحتمل يعتبر في نظر القوى الكولونيالية الجديدة تهديدا للمصالح الاستراتيجية لأوربا بأكملها باعتبار إفريقيا في نظر أوربا ليست مجرد حديقتها كما يحلو للبعض أن يصفها بل هي مجالا حيويا لأوربا”Espace vitalde l’Europ” خلقته القوى الكولونيالية الأوربية الجديدة ووضعت له آليات ومكنزمات معقدة للحفاظ عليه من قبيل زرع العديد من بؤر التوثر والتفرقة بعناية في جسم إفريقيا: في شمالها، غربها وسطها، شرقها وجنوبها، ولإنجاح هذه الاستراتيجية البعيدة المدى فقد رصدت وسخرت لإبقاء هذا الوضع إمكانيات كبيرة ومتنوع لنسف أي محاولة لتوحيد إفريقيا أو على الأقل تقاربها، وفي هذا الصدد يمكن القول أن أوربا نجحت إلى حد كبير منذ خمسينات القرن الماضي أي منذ التوقيع على اتفاقية روما 1957 التي أسست اللبنات الأولى للاتحاد الأوربي من إقرار نظام دولي إقليمي “أورو إفريقي” جديد يقوم على استمرار أوربا في الهيمنة على إفريقيا واستغلال ثرواتها الطبيعية والبشرية وفق القواعد المبتكرة للكولنيالية الجديدة.

د. حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*