swiss replica watches
“العدالة والتنمية”.. من الاستقرار إلى الانجاز – سياسي

“العدالة والتنمية”.. من الاستقرار إلى الانجاز

ثمة نقاشات تافهة تحجب للأسف حقيقة ما يجري ويدور في المغرب منذ أربع سنوات، مغلفة بقفز شخصيات أكثر تفاهة إلى مسرح الأحداث، تحرم الكثيرين من ترتيب المشاهد للوصول إلى وضوح في الصورة.

لكن يقينا ذاكرة المغاربة ليست قصيرة وعقولهم ليست قاصرة على فهم ما جرى ويجري، وسيتمكنون من النظر عاجلا أم آجلا إلى الصورة مكتملة، يتضح معها من آمن وعمل ومن ركن واستغل، ومن ناور وحاول أن ينقض، وعندها لن تنفع حملات الضخ الإعلامي ومحاولات الترميز المجاني لمن هبّ ودبّ وكُلّف بلعب أدوار محددة بتفانٍ.

اليوم لا يستطيع أحد أن يحجب عن المغاربة، كما عن غيرهم ممن يهمهم ما يقع في المغرب، أن حزب العدالة والتنمية على الرغم من كل ما قد يُقال عن حداثته في المشهد السياسي، وتواضع كفاءة كوادره في مجالات بعينها، أضاف إلى رصيده ورصيد مكتسبات جديدة، بعد أن نفض في قومته الثانية الكثير من الغبار عن هوية هذا البلد وعرّى الكثير من مظاهر الخلل وكشف الكثير من مواطن الضعف وفضح الكثير ممن استغلوا الغبار والخلل والضعف ليبنوا أمجادا لهم ولعائلاتهم الصغيرة والكبيرة والسياسية أيضا، بعيدا عن عموم أبناء الشعب فاتسعت الهوة شيئا فشيئا وكادت تنفجر الأوضاع لولا الألطاف الإلاهية والإجماع على الملكية.

وقد برزت بشكل كبير هذه الهوة ومؤشرات الانفجار خلال سنة 2011، فكان حزب العدالة والتنمية الأكثر تصديا لها متحمّلا ما جره عليه موقفه من تشكيك في نضاليته وقربه من المواطنين، فتحمل وخطى إلى الأمام وكان الوحيد -نعم الوحيد- من بين جميع الأطراف الذي قدم أطروحة واضحة في أوج الحراك وبشّر بها وراح أمينه العام يعرّف بها جميع جهات الوطن مخاطبا الناس بلغتهم وبتاريخهم جاعلا المساهمة في الاستقرار غاية ودخول البلاد عهدا جديدا من الإصلاحات هدفا إجرائيا.

فساهم بذلك حزب العدالة والتنمية بقدَر في التأكيد على أهمية الحفاظ على استقرار الوطن وبنيات الدولة، في محيط لم يكن يصلنا منه إلا سقط النظام يسقط النظام متى يسقط النظام، وصور القتل والتدمير والدماء في الشوارع، فكان أن لقيت أطروحة الحزب صدى لدى عموم المواطنين بما فيهم من كانوا يخرجون إلى الشارع كل يوم أحد آنذاك، وصدى أيضا عند نخب ذات تأثير، وبالطبع لا يمكن الدور الذي لعبه الخطاب الملكي لـ9 مارس حيث كان بمثابة إشعار بالتوصل !

جاء الدستور الجديد، وبعده الانتخابات المبكرة التي حملت العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة كما كان متوقعا عند المتتبعين، وعلى غير ما اشتهى خدام الاستبداد الراعون للفساد، ليجد الحزب نفسه أمام معركة جديدة بعد خروجه موفقا من معركة المساهمة في الاستقرار، وهي معركة مواجهة الأزمة التي كانت قد استحكمت في اقتصاد البلد وأرخت بظلالها على مجالات متعددة وباتت مصدر قلق عند أصحاب القرار، فتوكل الحزب على الله كما يقول دائما أمينه العام الذي أصبح رئيسا للحكومة، وواجه هذه الأزمة فاقترح الحلول الصعبة التي التهمت بدون شك من شعبيته لكنها كانت الجواب اللازم لتفكيك الأزمة وإبطال مفعولها، فتم رفع أسعار المحروقات وانعكس ذلك على أسعار عدد من المواد غير المدعمة، وليتم بعد ذلك دخول “حجر” المقاصة والشروع في إعادة هيكلتها في أفق إلغائها تماما، واعتمدت المقايسة في أسعار المحروقاتوما صاحبها من انعكاسات، لم تكن الإجراءات المواكبة والمصاحبة كافية كما يلزم، لكن عموما استطاعت الحكومة التي يقودها العدالة والتنمية أن تتجاوز الأزمة بحلول معظمها لم يتطلب سوى جرأة سياسية معهودة في بنكيران، ويبدو أنها لقيت تجاوبا من أعلى سلطة في البلاد.

تجاوز المغرب الأزمة بسلام رغم الضربات التي كانت تتلقاها الحكومة من كل حدب وصوب، وأعطت تقارير اقتصادية دولية شهادة النجاح في تجاوز الأزمة، من خلال التنقيط والتصنيف، وبرز النجاح بشكل جلي في إطلاق حلم الدخول إلى نادي الدول الصاعدة.

بعد المساهمة في الاستقرار والنجاح في مواجهة الأزمة، دخل “العدالة والتنمية” من جديد في معركة أخرى من أجل الوطن، وهي معركة الإنجاز، والذي كان ثمرة من ثمار حلول مواجهة الأزمة، لذلك سجل المغرب خلال السنة الماضية إنجازات حكومية منها ما هو غير مسبوق، مثل الدعم المباشر للأرامل واليتامى، واعتماد قانون فقدان الشغل، وتسوية عدد أيام العمل اللازمة للاستفادة من الضمان الاجتماعي، والرفع من منحة الطلبة ومن المعاشات، والرفع من الحد الأدنى للأجور وغريها من الإنجازات التي لم بالإمكان التركيز معها لكثرتها.

هكذا إذن لم يكد حزب العدالة والتنمية يخرج من معركة حتى يدخل في أخرى، وبالطبع لم ينسى معركته مع يتامى العهد السابق، الذين كلما تحقق إنجاز للحكومة، كلما ازدادوا يُتما، وكلما ذكّرهم رئيسها بماضيهم، كلما كشفوا عن أنيابهم المختبئة في الإعلام وفي الإدارة، ويبقى الرهان اليوم على تفهم المغاربة لكل ما حصل خلال هذه الفترة ويقرروا هل وفّى هذا الحزب أو على الأقل يسير في طريق الوفاء، أم أنه خان وباع كالذين سبقوه !

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*